نظرة المريض الروحي.

ومن هنا وجِّه هذا السؤال لشيخنا عن ماهية تشكل العارض وتخييله للمريض الروحي:
عند ذهابي للرقية للمرة الثانية تفاجأت بتغير الشيخ فظننته بديلاً عن الشيخ الأول.
وأقصد هنا تغيراً من ناحية الهيئة كأن يكون طويلاً فأراه قصيراً أو نحيفاً فأراه ممتلئ وهذا ماحصل معي.
لماذا رأيت العارض على هيئة رجل آخر وليس الشيخ؟
لماذا يرى المسحور العارض متمثلاً على هيئة من أمامه؟
وهل كل مسحور يرى العارض ؟
أم نوع معين من السحر كالمأكول مثلاً ؟
هل المعيون يمكن أن يحصل معه نفس الشيء أم فقط المسحور؟
هل هناك أشخاص معينين يتشكل ويغير هيئاتهم دون غيرهم ؟
ومن شيخنا أتت الإجابة تباعاً له وفيها مايجلي كل جهل وظلمة وينير الطريق لكل محتار:

مدخل :
حاسة البصر تتفاوت بين الناس في حالة سلامتهم من المرض الروحي وفي حالة مرضهم فيجب أن نعلم مدى سيطرة العارض على المنطقة العلوية من الجسم فهي هدفه ومقصده.
وتبدأ سيطرته لمنطقة الرأس وغيره ومن هنا يجب أن يسيطر المريض على نفسه ويجب أن يراعي المعالج ذلك الأمر حتى يحقق نتائج إيجابية.


نظرة المريض الروحي :
ينظر المريض الروحي نظرةً خاصة لغيره أوجزها فيما يلي :

1- نظرة التخييل:
وهي نظرة يراها المريض الروحي لغيره من أشخاص أو جمادات أو غيره.
فالمسحور على حسب نوع السحر إن كان يعتمد على التخييل كسحر التعطيل عن الزواج مثلاً فقد يرى الخاطب المسحور خطيبته بصورة غير حقيقتها.
والمعيون قريب من ذلك فهو على حسب نوع العين التي قد تقتضي التخييل على عينه كتاجر يرى زبائنه بصورة منفرة بأنهم ليسوا على أمانة أو لصوص ونحو ذلك أو طالب يرى مدرسته على أنها مكان مخيف وغير ذلك.
والممسوس كذلك كمس عاشق تلبس بفتاة يخيل لمن رآها من امرأة خاطبة لابنها بأنها قبيحة وهي على العكس.
ويحصل ذلك للسليم وخصوصاً في فقدان الممتلكات الخاصة في المنزل و قد يحدث ذلك بأن يرى مافقده في مكان مر عليه مراراً حالة بحثه ولم يره ألبتة.
2 - خوف العارض من عدوه :
وهذا يحصل للمعالج المتمكن أو المرافق الواعي لمريضه فيريه معالجه على أنه مشعوذ أو رجل سوء.
وأحيانا قد يرى ذلك في رؤاه بأن فلان يمتهن السحر أو أصاب بالعين أو أن لديه نوايا سيئة وهو على خلاف ذلك.
وقد تكون تلك الأشياء تزكية للراقي إن كان بريئاً منها فعلاً نظراً لاستماتة العارض في صده عنه فيجب على المريض أن يتشبث بكل مامن شأنه أن يكون سبباً لشفائه حتى وإن تضايق منه أو رآه بصورة سيئة.
3- سيطرة العارض على المريض :
ونقصد أن بعض المرضى مرضه الروحي يقتضي حضور العارض في أغلب الأوقات كأن يكون نوع المرض الروحي مستقراً في الرأس عين أو عقد مس سكن رأسه أو أن المريض قد يكون تحصينه في الحضيض فيرى الأشياء على غير حقيقتها أو أن يرى الحقائق معكوسة فيرى الحق باطلاً والباطل حقاً والخير شراً والشر خيراً.
4 - الفراسة :
قد تكون لدى المريض فراسة اكتسبها من مرضه الروحي إن كان مريضاً أو قد تكون موهبة فبعض المرضى يتلبس به من الجان من يريه الأمور التي يجهلها هو وغيره وليست الغيبية التي استأثر الله بعلمها كأن يخبره بأن فلاناً المسافر سيصل الآن وقد لايصدقه أحد
ولذلك نعرف أن من يرى رؤى تتحقق سريعاً أن هذا من قبيل استراق السمع من العارض أو من أعوانه الذين هم خارج جسده، وللسليم قد يكون من باب الفراسة الحاذقة.
وفي كل الأحوال قد يرى في المعالج أمراً قد يقتضي وضعه الروحي كأن يرى وجهه بصورة غير مفرحة ليس من باب التخييل بل من باب الفراسة فيعرف أن الراقي مصاب بعين نظراً لصعود العارض لمنطقة الرأس.
وفي هذا كلام طويل يطول شرحه من ناحية كيفية ذلك.
5 - قريب من الرؤى :
كأن يرى في لحظات بين اليقظة والمنام أشخاصاً
أو نجوماً أو إضاءات وغيره فهذه في حال الرقية قد يؤخذ بها أحياناً أما طريقة التخييل حال الرقية كأن يقول المعالج أرقيك وترى من أصابك بالعين فهذه طريقة خاطئة ولاحجة لمن جربها سوى التجارب العشوائية و توجيه الناس بغير علم.
6 - أمور نفسية :
وهي الخيالات التي يراها المريض وقد يتوهم أنها حقيقة ويجزم بذلك فهذا ننصحه بمراجعة عيادة نفسية لأنها أعراض لعدة أمراض نفسية.

المصدر | مُنتدى النخبه .