اعلانات
اعلانات     اعلانات
 


بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ( كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأيَّامِ الْخَالِيَةِ [الحاقة : ۲٤] . قال وكيع وغيره : هي أيام الصوم ، إذ تركوا فيها الأكل والشرب .

روى الإمام البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " إن في الجنة بابا يقال له : الريان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم .


           :: كلمة سواء - رمضان " الموضوع الثاني الإمامة "⎜ 2024-1445⎜ الحلقـــ13ـــة (آخر رد :ابن الورد)       :: كلمة سواء - رمضان " الموضوع الثاني الإمامة "⎜ 2024-1445⎜ الحلقـــ12ـــة (آخر رد :ابن الورد)       :: كلمة سواء - رمضان " الموضوع الثاني الإمامة "⎜ 2024-1445⎜ الحلقـــ11ـــة (آخر رد :ابن الورد)       :: درس جامع العروة الوثقى : علاج القرآن للصحة النفسية السليمة - الشيخ فيصل الحسني . (آخر رد :ابن الورد)       :: خطبة جمعة : واقع الناس في شهر رمضان - الشيخ فيصل الحسني . (آخر رد :ابن الورد)       :: كلمة سواء - رمضان " الموضوع الثاني الإمامة "⎜ 2024-1445⎜ الحلقـــ10ـــة (آخر رد :ابن الورد)       :: كلمة سواء - رمضان " الموضوع الثاني الإمامة "⎜ 2024-1445⎜ الحلقـــ09ـــة (آخر رد :ابن الورد)       :: معاناة (آخر رد :هاجر هاجر)       :: ثواب تعجيل الفطر . (آخر رد :ابن الورد)       :: ثواب السحور . (آخر رد :ابن الورد)      

 تغيير اللغة     Change language
Google
الزوار من 2005:
Free Website Hit Counter

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 27 Aug 2013, 02:06 AM
الراقي
المستشار العام - عضو إتحاد الرقاة العالمي - جزاه الله تعالى خيرا
الراقي غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم باحث : 14146
 تاريخ التسجيل : Apr 2013
 فترة الأقامة : 4006 يوم
 أخر زيارة : 17 Dec 2014 (07:13 PM)
 المشاركات : 6 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : الراقي is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
الدواء الشافي .



( شرح كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي [2] )
للشيخ : ( حسن أبو الأشبال الزهيري )

يعتبر كتاب الجواب الكافي لابن قيم الجوزية من أعظم الكتب في وصف الداء والدواء، وهو رسالة مستقلة عبارة عن جواب سؤال، بين فيه أن لكل داء دواء، وأن من أعظم الأدوية كتاب الله عز وجل، إذ هو شفاء كله، كما بين فيه أسباب تخلف الشفاء، وأسباب تخلف أثر الدعاء، والآفات المانعة من أثر الدعاء.

نص الاستفتاء ودلالة صيغته
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
سئل الشيخ الإمام العالم العلامة المتقن الحافظ الناقد شمس الدين أبو عبد الله محمد بن الشيخ الصالح أبي بكر المعروف بـابن القيم الجوزية رضي الله عنه سؤالاً قال فيه سائله: [ ما تقول السادة العلماء أئمة الدين رضي الله عنهم أجمعين في رجل ابتلي ببلية، وعلم أنها إن استمرت به أفسدت عليه دنياه وآخرته، وقد اجتهد في دفعها عن نفسه بكل طريقة، فما يزداد إلا توقداً وشدة، فما الحيلة في دفعها؟ وما الطريق إلى كشفها؟ فرحم الله من أعان مبتلىً، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، أفتونا مأجورين رحمكم الله تعالى ].
يلحظ القارئ لهذا السؤال ما كان عليه السائل من أدب جم في التعامل مع أهل العلم، فقد خاطبه وناقشه بلفظ السيادة والقيادة، فقدم قبل أن يسأل ما أوجب الله تعالى عليه من تبجيل واحترام لهذا العلم، ثم سأل سؤالاً، ثم ختمه بالدعاء له بالأجر والمثوبة والرحمة، وبين أن طريق من أراد الله له الهداية أنه إذا حزبه أمر من الأمور هرع إلى أهل العلم، فعندهم دائماً الأمان، وعندهم الهداية والنور، كما أن عندهم راحة القلوب بما أودعهم الله تعالى بعض خزائن العلم. والعلم المطلق هو لله عز وجل، ومن بعد الله تعالى من الخلق أعلم الخلق هم الأنبياء والمرسلون، وهم مع هذا قليلو العلم بالنسبة إلى علم الله عز وجل، والمخاطب أولاً بقول الله تعالى: وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [الإسراء:85] هو نبينا صلى الله عليه وسلم، وهو أعلم الخلق على الإطلاق، ومع هذا لم يؤت من العلم إلا قليلاً، فإذا كان علم النبي قليلاً؛ فما بالكم بعلم الله عز وجل الذي أحاط بكل شيء علماً؟! قال: فأجاب الشيخ الإمام العالم شيخ الإسلام مفتي المسلمين شمس الدين أبو عبد الله ابن القيم الجوزية فقال: [ الحمد لله ]، وهذا من أشد الاستحباب، بأن يجيب السائل بالحمد لله أولاً، والصلاة والسلام على رسول الله ثانياً، ثم يحمد الله تعالى في آخر جوابه، ويصلي ويسلم على نبيه عليه الصلاة والسلام. قال: [ أما بعد ] و(أما بعد) وردت في روايات كثيرة عن النبي عليه الصلاة والسلام، فقد كان إذا أرسل رسالة إلى ملك من الملوك، أو تكلم في قضية من القضايا، أو خطب في أصحابه، وقدم بمقدمة يمدح الله تعالى فيها، ويثني عليه ويمجده بما هو أهله، قال: أما بعد، ثم يدخل في الموضوع، ولذا فكلمة (أما بعد) فاصلة بين المقدمة والغرض، أي: فاصلة بين المقدمة التي فيها الحمد والثناء على الله والصلاة على رسوله عليه الصلاة والسلام، ثم الإتيان بـ(أما بعد) وكأنه يقول: فهذا أوان الشروع في المقصود.
يتبع :
التفريغ النصي - شرح كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي 2 - للشيخ حسن أبو الأشبال الزهيري - صوتيات إسلام ويب





رد مع اقتباس
قديم 27 Aug 2013, 02:14 AM   #2
الراقي
المستشار العام - عضو إتحاد الرقاة العالمي - جزاه الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية الراقي
الراقي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 14146
 تاريخ التسجيل :  Apr 2013
 أخر زيارة : 17 Dec 2014 (07:13 PM)
 المشاركات : 6 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الدواء الشافي .



ما أنزل الله داء إلا وأنزل له شفاء :
قال رحمه الله تعالى: [ فقد ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً) ].
فكل الأدواء لها دواء إلا دائين اثنين لا دواء لهما: الأول: الهرم، أي: كبر السن والشيخوخة. الثاني: الموت.
فهذان قد وردت السنة في أنهما لا دواء لهما البتة، فمن أدركه شيء من ذلك فلا يحاول دفعه أبداً؛ لأنه مهما حاول سيفشل في ذلك، ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام: (الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام، قالوا: وما السام يا رسول الله؟ قال: الموت)، فبين عليه الصلاة والسلام عظمة هذا النبات، وأنه شفاء من كل داء إلا داءً واحداً، ثم بين أنه الموت؛ إذ لا ينفع معه علاج كيماوي ولا عشب نباتي، بل لا يصلح معه أي محاولة؛ لأنه واقع بساحة كل مخلوق لا محالة. قوله: (ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاءً) تشعر بأن هذا الداء نازل من السماء، وكذلك الشفاء، كما يفيد بأن الذي خلق الداء هو الله عز وجل، والذي خلق الشفاء هو الله عز وجل، وعليه فنفهم من هذا أن الله تعالى خالق للخير والشر، وليس في خلق الله تعالى للشر أي منقصة في جانب الألوهية ولا في جانب الربوبية، فالشر المحض ليس من أفعال الله عز وجل، بل الشر يحمل بين طياته الخير، فلو قلنا في هذا الباب: إن الداء كالمرض أو المصيبة أو الموت أو غير ذلك إذا نزل بالعبد هو شر، فهل كل هذه فيها خير؟ نعم، فالمرض فيه خير، ومن خيره: أنك تعلم قيمة الصحة والعافية، فتشكر الله تعالى على ما من عليك من الصحة والعافية، وكذلك يكفر الذنوب، فإن لم يكن ذنب -ولا إخالك هكذا- فإنه يرفع الدرجات، ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام: (يبتلى المرء على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة - أي: قوة - زيد له في البلاء حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة).
فمن رحمة الله عز وجل أن يبتلي عبده بالأمراض والأوجاع والأسقام خاصة في آخر حياته وقبل موته حتى يطهره من الذنوب جميعاً، فإذا قبضه إليه قبضه نقياً صافياً.
قال رحمه الله: [ وفي صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لكل داء دواء -وهذا لفظ جامع كما في الحديث الأول- فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله) ].
أي: أنه لابد من إصابة الدواء للداء، وإلا فلا يكون هناك موافقة ولا مطابقة بين الداء والدواء، كما لو أنك ذهبت إلى طبيب فأخبرته بما تعاني من آلام، فوصف لك علاجاً لا يتناسب مع هذا الداء، فإنه مهما تعاطيت من هذا الدواء فإنه لا يوافق الداء، فكيف يبرأ الداء إذاً؟ والعلاج سبب، لكن هذا السبب لم يوافق محل الداء، أو أن الطبيب وصف لك دواءً مناسباً للداء، ثم بين لك طريقة تعاطي هذا الدواء، لكنك قصرت في ذلك إما سلباً وإما إيجاباً، ومعنى ذلك: أن الطبيب وصف لك دواءً بقدر معين، كأن تأخذه ثلاث مرات كل يوم، فأخذته مرة واحدة، وكذلك لو وصف لك الدواء لتتعاطاه شهراً كاملاً على نحو معين، ثم ما تعاطيته إلا يوماً أو يومين، فلا شك أن هذا الدواء لا يمكن أن يقاوم هذا المرض، وهذا الذي يعبر عنه العلماء بأنه لم يصادف محله، فكيف يصلح هذا الدواء لمعالجة ذاك الداء؟ لا بد أنه سيضعف عن مقاومة هذا الفيروس أو هذا المرض، وبالتالي لا يؤثر فيه. وهب أن رجلاً آخر على النقيض من ذلك، فلو وصف له الطبيب دواءً معيناً وقال: هذا الدواء تأخذه على مدار أسبوع، فرفعه إلى فيه وأخذه جرعة واحدة، فربما أصيب بالسم فهلك؛ لأنه خالف الطبيب، ولذلك أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (يا رسول الله! إن أخي يشتكي بطنه، فقال: أعطه عسلاً، فذهب وأمر أخاه أن يتناول العسل فما برئ، ثم قال: يا رسول الله! إن أخي يشتكي بطنه، فقال: أعطه عسلاً ثلاث مرات، ثم أتى وقال: يا رسول الله! ما برئ، قال: صدق الله وكذبت بطن أخيك)، أي: صدق الله الذي قال: فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ [النحل:69]، وكذبت بطن أخيك، وهذا الكذب كذب عملي؛ لأن الرجل لم يتناول الجرعة المناسبة للداء، لا أن العسل ليس فيه شفاء، وإنما القدر اللازم من تناول العسل لم يكتمل، فلذلك ضعفت الكمية المتعاطاة عن مقاومة الداء، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله، ولم يقل: برئ، للدلالة على أن الشافي هو الله عز وجل، وأن الدواء هذا ما هو إلا سبب، وربما تناول المرء الدواء بطريقة لائقة وبكمية لائقة، ولكن الله تعالى ما أراد له الشفاء، فالشافي أولاً وآخراً هو الله عز وجل، والدواء سبب وربما يتخلف، ولذلك حرم الشرع على العبد أن يعتقد أن الشفاء بغير يد الله عز وجل، وجعله باباً من أبواب الشرك، والعلماء دائماً يقولون: الاعتماد على الأسباب شرك بالله عز وجل، وترك الأسباب قدح في التوحيد؛ لأن من توحيد الله عز وجل: أن تتعاطى تلك الأدوية التي أمرك بها. قال رحمه الله تعالى: [ وفي مسند الإمام أحمد من حديث أسامة بن شريك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله لم ينزل داءً إلا أنزل له شفاءً، علمه من علمه، وجهله من جهله) ].
فليس بلازم أن يعلم كل طبيب دواء الداء، كما أنه ليس بلازم أن يعلم الخلق جميعاً دواءً للداء، فربما أخفى الله تعالى الدواء على جميع الخلق لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى. وهناك أمراض إلى لحظتنا هذه حار فيها الأطباء والصيادلة، ووصلوا إلى أنه ليس هناك دواء أرضي يعلمونه لمعالجة هذا الداء، لكن لا بد لنا أن نعتقد أن هذا الداء له دواء، لكن لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.
قال رحمه الله: [ وفي لفظ: (إن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء أو دواء إلا داءً واحداً، قالوا: يا رسول الله! ما هو؟ قال: الهرم)، قال الترمذي : حديث صحيح.
وهذا يعم أدواء القلب والروح والبدن وأدويتها ]؛ لأن كثيراً من الناس ربما تصور أن البدن فقط هو الذي يصاب بالأدواء، بل أدواء القلب والروح أعظم بكثير جداً من أدواء البدن، ولأن يبتلى المرء في بدنه خير من أن يبتلى في قلبه أو في روحه، كأن يبتلى في قلبه بالغل والحسد والحقد والضغينة والبغض للموحدين أو المؤمنين، أو يبتلى بالنفاق والرياء، فلأن تنزل به الأدواء والأوجاع والأسقام في بدنه خير من أن يبتلى بشيء من هذا في قلبه أو روحه.
يتبع :


 

رد مع اقتباس
قديم 27 Aug 2013, 02:20 AM   #3
الراقي
المستشار العام - عضو إتحاد الرقاة العالمي - جزاه الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية الراقي
الراقي غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 14146
 تاريخ التسجيل :  Apr 2013
 أخر زيارة : 17 Dec 2014 (07:13 PM)
 المشاركات : 6 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الدواء الشافي .



الجهل داء وشفاؤه السؤال
وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الجهل داءً، وجعل علاجه العلم والسؤال؛ لأنه المعاكس له، بل إن أعظم داء أن يعيش المرء ويرضى ويخضع بأن يعيش حياة الجهل والجهالة طيلة حياته ولا يتعلم، وقد أوجب الله تعالى على الجاهل أن يسأل، وأوجب على العالم بأن يجيب، فقال الله تعالى: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ [الأنبياء:7]، وأهل الذكر هم أهل العلم. وقوله: إِنْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ [الأنبياء:7]، أي: إن كنتم تجهلون، فهذه الآية فيها أمران: الأمر الأول للجاهل بأن يسأل، والأمر الثاني للعالم بأن يجيب، وهذه سنة الله تعالى في الخلق وفي الكون، وقد جرى عليها خلقه منذ أن خلق الله تعالى آدم إلى قيام الساعة، أن الجاهل دائماً يعلم أن حاجته وأن ملاذه عند العالم إذا ما حزبه أمر. قال رحمه الله تعالى: [ وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الجهل داء، وجعل دواءه سؤال العلماء، فروى أبو داود في سننه من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال: (خرجنا في سفر فأصاب رجلاً منا حجر فشجه في رأسه) ]، أي: جرح في رأسه. قال: (ثم احتلم) أي: أصابته الجنابة في ليله أو في نومه. قال: (فسأل أصحابه) وهنا تشعر بأهمية طرح المسألة على العالم، فهذا الرجل رغم ما أصابه فإنه مأمور بأن يسأل أهل العلم.
قال: (فسأل أصحابه فقال: هل تجدون لي رخصة في التيمم؟) أي: هل إذا تيممت خرجت مما أنا فيه؟ قال: (قالوا: ما نجد لك رخصة)، أي: ليس لك رخصة. قالوا: (وأنت تقدر على الماء، فاغتسل فمات)، أي: ما دمت تجد الماء فيجب عليك الغسل، وهذا الذي يعرفه العامة من أنه إذا وجد الماء بطل التيمم، وهذا الكلام وإن كان صحيحاً لكنه ناقص؛ لأن التيمم يجب عند فقد الماء كما يجب عند وجود الماء، كأن لا يقدر على استعماله، بأن يكون بينه وبين الماء عدو يخافه، فحينئذ جاز له التيمم، ومثله المحبوسون في السجن، فكثيراً ما يمنع عنهم الطعام والشراب والماء، ولو كان الهواء بأيديهم لمنعوه، ولكنها رحمة الله تعالى، وكذلك الرجل المريض يؤذيه استعمال الماء، ففي هذه الحالة يلزمه التيمم، وهذا الذي لا يعرفه كثير من الناس.
إذاً: التيمم واجب عند فقد الماء، أو عند وجود الماء وعدم القدرة على استعماله أي: عند عدم القدرة الحسية والمعنوية. قال: (قالوا: ما نجد لك رخصة، وأنت تقدر على الماء، فاغتسل فمات.
قال جابر : فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك، فقال: قتلوه قتلهم الله) أي: تسببوا في قتله، ثم دعا عليهم عليه الصلاة والسلام، إذ قالوا على الله تعالى بغير علم، فكان ذلك سبباً في قتل صاحبهم، ولكن هذا القتل لا يقاد به القاتل؛ لحسن نيته وعمله بما يعلم. (فقال: قتلوه قتلهم الله، ألا سألوا إذ لم يعلموا؟) وهنا موطن الشاهد، أي: هلا سألوا إذ لم يعلموا، ثم قال: (إنما شفاء العي السؤال) والعي هو: الجهل، والعيي: هو الجاهل الذي لا يقدر أن يفصح عن مكنون نفسه، يقال: فلان عيي، أي: لا قدرة له على الكلام والإفصاح. وقوله: (فإنما شفاء العي السؤال)، أي: إنما دواء الجاهل أن يسأل.
ثم قال: (إنما كان يكفيه)، وهذه الزيادة محل نظر عند أهل العلم، قال: (أن يتيمم ويعصر -أو يعصب- على جرحه خرقة، ثم يمسح عليها ويغسل سائر جسده)، وهذا باب آخر من أبواب الطهارة يورده العلماء تحت باب المسح على الجبيرة، فلو أن إنساناً كسر أو شج فربط على كسره بخرقة، ثم أصابته جنابة، وأراد يصلي فماذا عليه؟ قال بعضهم: إنما يكفيه التيمم.
وقال بعضهم: يغسل سائر أعضائه ويمسح على الجبيرة، وهذا أشهر الآراء عند العامة. أما المذهب الراجح في هذه المسألة بغير تفصيل فهو الجمع بين التيمم والوضوء، أي: يتيمم من ربط الجبيرة على ذراعه، ثم يغسل سائر أعضائه ويمسح على الجبيرة، وهذا جمع بين المذهبين الأولين.
يتبع :


 

رد مع اقتباس
قديم 27 Aug 2013, 11:23 AM   #4
سليلة الغرباء
أديبة وشاعرة الموقع - من الجزائر الغالية الشقيقة جزاها الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية سليلة الغرباء
سليلة الغرباء غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 14698
 تاريخ التسجيل :  Jul 2013
 أخر زيارة : 24 Feb 2015 (07:18 PM)
 المشاركات : 159 [ + ]
 التقييم :  17
 مزاجي
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الدواء الشافي .



جزاكم الله خيرا ونفع بكم


 
 توقيع : سليلة الغرباء


بوابة الشعراء من هنا:http://www.poetsgate.com/poet_4080.html
سبحانك اللهم وبحمدك ،أشهد أن لا إله إلا أنت،أستغفرك وأتوب إليك


رد مع اقتباس
قديم 01 Sep 2013, 02:31 PM   #5
أبو موهبة
من السودان الغالية - جزاه الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية أبو موهبة
أبو موهبة غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 9685
 تاريخ التسجيل :  Sep 2010
 أخر زيارة : 22 Aug 2022 (11:23 AM)
 المشاركات : 1,653 [ + ]
 التقييم :  13
لوني المفضل : Cadetblue
رد: الدواء الشافي .



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة




 
 توقيع : أبو موهبة



رد مع اقتباس
قديم 01 Sep 2013, 02:55 PM   #6
فرح السنين
جزاها الله تعالى خيرا


الصورة الرمزية فرح السنين
فرح السنين غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 4508
 تاريخ التسجيل :  Jun 2011
 أخر زيارة : 15 Aug 2022 (12:45 AM)
 المشاركات : 1,407 [ + ]
 التقييم :  12
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Deeppink
رد: الدواء الشافي .



جزاك الله خير ع الموضوع القيم


 
 توقيع : فرح السنين



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدواء،الشافي

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 
مايُكتب على صفحات المركز يُعبّر عن رأى الكاتب والمسؤولية تقع على عاتقه


علوم الجان - الجن - عالم الملائكة - ابحاث عالم الجن وخفاياه -غرائب الجن والإنس والمخلوقات - فيديو جن - صور جن - أخبار جن - منازل الجن - بيوت الجن- English Forum
السحر و الكهانة والعرافة - English Magic Forum - الحسد والعين والغبطة - علم الرقى والتمائم - الاستشارات العلاجية - تفسير الرؤى والاحلام - الطب البديل والأعشاب - علم الحجامة

الساعة الآن 07:17 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
جميع الحقوق محفوظة لمركز دراسات وأبحاث علوم الجان العالمي