06 Jul 2013, 10:25 PM | #11 |
مراقب قروب أنوار العلم جزاه الله خيرا
|
رد: بداية العداوة في الأرض .
قَوْلُهُ تَعَالَى : وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فِيهِ سَبْعُ مَسَائِلَ : الْأُولَى : قَوْلُهُ تَعَالَى وَقُلْنَا اهْبِطُوا حُذِفَتِ الْأَلِفُ مِنَ اهْبِطُوا فِي اللَّفْظِ لِأَنَّهَا أَلِفُ وَصْلٍ . وَحُذِفَتِ الْأَلِفُ مِنْ قُلْنَا فِي اللَّفْظِ لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ الْهَاءِ بَعْدَهَا . وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى عَنْ أَبِي حَيْوَةَ ضَمَّ الْبَاءِ فِي ( اهْبُطُوا ) ، وَهِيَ لُغَةٌ يُقَوِّيهَا أَنَّهُ غَيْرُ مُتَعَدٍّ وَالْأَكْثَرُ فِي غَيْرِ الْمُتَعَدِّي أَنْ يَأْتِيَ عَلَى يَفْعُلَ . وَالْخِطَابُ لِآدَمَ وَحَوَّاءَ وَالْحَيَّةِ وَالشَّيْطَانِ ، فِي قَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ . وَقَالَ الْحَسَنُ : آدَمُ وَحَوَّاءُ وَالْوَسْوَسَةُ . وَقَالَ مُجَاهِدٌ وَالْحَسَنُ أَيْضًا : بَنُو آدَمَ وَبَنُو إِبْلِيسَ . وَالْهُبُوطُ : النُّزُولُ مِنْ فَوْقٍ إِلَى أَسْفَلَ ، فَأُهْبِطَ آدَمُ بِسَرَنْدِيبَ فِي الْهِنْدِ بِجَبَلٍ يُقَالُ لَهُ " بُوذُ " وَمَعَهُ رِيحُ الْجَنَّةِ فَعَلِقَ بِشَجَرِهَا وَأَوْدِيَتِهَا فَامْتَلَأَ مَا هُنَاكَ طِيبًا ، فَمِنْ ثَمَّ يُؤْتَى بِالطِّيبِ مِنْ رِيحِ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ . وَكَانَ السَّحَابُ يَمْسَحُ رَأْسَهُ فَأَصْلَعَ ، فَأَوْرَثَ وَلَدَهُ الصَّلَعَ . وَفِي الْبُخَارِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا الْحَدِيثَ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَسَيَأْتِي . وَأُهْبِطَتْ حَوَّاءُ بِجَدَّةَ وَإِبْلِيسُ بِالْأُبُلَّةَ ، وَالْحَيَّةُ بِبَيْسَانَ ، وَقِيلَ : بِسِجِسْتَانَ . وَسِجِسْتَانَ أَكْثَرُ بِلَادِ اللَّهِ حَيَّاتٍ ، وَلَوْلَا الْعِرْبَدُّ الَّذِي يَأْكُلُهَا وَيُفْنِي كَثِيرًا مِنْهَا لَأُخْلِيَتْ سِجِسْتَانُ مِنْ أَجْلِ الْحَيَّاتِ ، ذَكَرَهُ أَبُو الْحَسَنِ الْمَسْعُودِيُّ . يتبع..
|
|
06 Jul 2013, 10:27 PM | #12 |
مراقب قروب أنوار العلم جزاه الله خيرا
|
رد: بداية العداوة في الأرض .
الثَّانِيَةُ : قَوْلُهُ تَعَالَى بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ بَعْضُكُمْ مُبْتَدَأٌ ، عَدُوٌّ خَبَرُهُ وَالْجُمْلَةُ [ ص: 302 ] فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ ، وَالتَّقْدِيرُ وَهَذِهِ حَالُكُمْ . وَحُذِفَتِ الْوَاوُ مِنْ " وَبَعْضُكُمْ " لِأَنَّ فِي الْكَلَامِ عَائِدًا ، كَمَا يُقَالُ : رَأَيْتُكَ السَّمَاءُ تُمْطِرُ عَلَيْكَ . وَالْعَدُوُّ : خِلَافُ الصَّدِيقِ ، وَهُوَ مَنْ عَدَا إِذَا ظَلَمَ . وَذِئْبٌ عَدْوَانُ : يَعْدُو عَلَى النَّاسِ . وَالْعُدْوَانُ : الظُّلْمُ الصُّرَاحُ . وَقِيلَ : هُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ الْمُجَاوَزَةِ ، مِنْ قَوْلِكَ : لَا يَعْدُوكَ هَذَا الْأَمْرُ ، أَيْ لَا يَتَجَاوَزُكَ . وَعَدَاهُ إِذَا جَاوَزَهُ ، فَسُمِّيَ عَدُوًّا لِمُجَاوَزَةِ الْحَدِّ فِي مَكْرُوهِ صَاحِبِهِ ، وَمِنْهُ الْعَدْوُ بِالْقَدَمِ لِمُجَاوَزَةِ الشَّيْءِ ، وَالْمَعْنَيَانِ مُتَقَارِبَانِ ، فَإِنَّ مَنْ ظَلَمَ فَقَدْ تَجَاوَزَ .
قُلْتُ : وَقَدْ حَمَلَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ قَوْلَهُ تَعَالَى : بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ عَلَى الْإِنْسَانِ نَفْسِهِ ، وَفِيهِ بُعْدٌ وَإِنْ كَانَ صَحِيحًا مَعْنًى . يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَصْبَحَ تَقُولُ جَوَارِحُهُ لِلِسَانِهِ اتَّقِ اللَّهَ فِينَا فَإِنَّكَ إِذَا اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا . فَإِنْ قِيلَ : كَيْفَ قَالَ : ( عَدُوٌّ ) وَلَمْ يَقُلْ : أَعْدَاءٌ ، فَفِيهِ جَوَابَانِ أَحَدُهُمَا : أَنَّ بَعْضًا وَكُلًّا يُخْبَرُ عَنْهُمَا بِالْوَاحِدِ عَلَى اللَّفْظِ وَعَلَى الْمَعْنَى ، وَذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا عَلَى اللَّفْظِ ، وَقَالَ تَعَالَى : وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ عَلَى الْمَعْنَى . وَالْجَوَابُ الْآخَرُ : أَنَّ عَدُوًّا يُفْرَدُ فِي مَوْضِعِ الْجَمْعِ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا بِمَعْنَى أَعْدَاءٍ ، وَقَالَ تَعَالَى : يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ . وَقَالَ ابْنُ فَارِسٍ : الْعَدُوُّ اسْمٌ جَامِعٌ لِلْوَاحِدِ وَالِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةِ وَالتَّأْنِيثِ ، وَقَدْ يُجْمَعُ . يتبع.. |
|
06 Jul 2013, 10:28 PM | #13 |
مراقب قروب أنوار العلم جزاه الله خيرا
|
رد: بداية العداوة في الأرض .
الثَّالِثَةُ : لَمْ يَكُنْ إِخْرَاجُ اللَّهِ تَعَالَى آدَمَ مِنَ الْجَنَّةِ وَإِهْبَاطُهُ مِنْهَا عُقُوبَةً لَهُ ; لِأَنَّهُ أَهْبَطَهُ بَعْدَ أَنْ تَابَ عَلَيْهِ وَقَبِلَ تَوْبَتَهُ وَإِنَّمَا أَهْبَطَهُ إِمَّا تَأْدِيبًا وَإِمَّا تَغْلِيظًا لِلْمِحْنَةِ ، وَالصَّحِيحُ فِي إِهْبَاطِهِ وَسُكْنَاهُ فِي الْأَرْضِ مَا قَدْ ظَهَرَ مِنَ الْحِكْمَةِ الْأَزَلِيَّةِ فِي ذَلِكَ وَهِيَ نَشْرُ نَسْلِهِ فِيهَا لِيُكَلِّفَهُمْ وَيَمْتَحِنَهُمْ وَيُرَتِّبَ عَلَى ذَلِكَ ثَوَابَهُمْ وَعِقَابَهُمُ الْأُخْرَوِيَّ إِذِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ لَيْسَتَا بِدَارِ تَكْلِيفٍ فَكَانَتْ تِلْكَ الْأَكْلَةُ سَبَبَ إِهْبَاطِهِ مِنَ الْجَنَّةِ وَلِلَّهِ أَنْ يَفْعَلَ مَا يَشَاءُ وَقَدْ قَالَ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً وَهَذِهِ مَنْقَبَةٌ عَظِيمَةٌ وَفَضِيلَةٌ كَرِيمَةٌ شَرِيفَةٌ وَقَدْ تَقَدَّمَتِ الْإِشَارَةُ إِلَيْهَا مَعَ أَنَّهُ خُلِقَ مِنَ الْأَرْضِ ، وَإِنَّمَا قُلْنَا إِنَّمَا أَهْبَطَهُ بَعْدَ أَنْ تَابَ عَلَيْهِ لِقَوْلِهِ ثَانِيَةً قُلْنَا اهْبِطُوا وَسَيَأْتِي
يتبع.. |
|
06 Jul 2013, 10:28 PM | #14 |
مراقب قروب أنوار العلم جزاه الله خيرا
|
رد: بداية العداوة في الأرض .
الرَّابِعَةُ : قَوْلُهُ تَعَالَى : وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ ابْتِدَاءٌ وَخَبَرٌ ، أَيْ مَوْضِعُ اسْتِقْرَارٍ . قَالَهُ أَبُو الْعَالِيَةِ وَابْنُ زَيْدٍ . وَقَالَ السُّدِّيُّ : مُسْتَقَرٌّ يَعْنِي الْقُبُورَ .
[ ص: 303 ] قُلْتُ : وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى : جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا يَحْتَمِلُ الْمَعْنَيَيْنِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ . يتبع.. |
|
06 Jul 2013, 10:29 PM | #15 |
مراقب قروب أنوار العلم جزاه الله خيرا
|
رد: بداية العداوة في الأرض .
الْخَامِسَةُ : قَوْلُهُ تَعَالَى : وَمَتَاعٌ الْمَتَاعُ مَا يُسْتَمْتَعُ بِهِ مِنْ أَكْلٍ وَلُبْسٍ وَحَيَاةٍ وَحَدِيثٍ وَأُنْسٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، وَمِنْهُ سُمِّيَتْ مُتْعَةُ النِّكَاحِ لِأَنَّهَا يُتَمَتَّعُ بِهَا وَأَنْشَدَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ حِينَ وَقَفَ عَلَى قَبْرِ ابْنِهِ أَيُّوبَ إِثْرَ دَفْنِهِ :
وَقَفْتُ عَلَى قَبْرٍ غَرِيبٍ بِقَفْرَةٍ مَتَاعٌ قَلِيلٌ مِنْ حَبِيبٍ مُفَارِقِ يتبع.. |
|
06 Jul 2013, 10:33 PM | #16 |
مراقب قروب أنوار العلم جزاه الله خيرا
|
رد: بداية العداوة في الأرض .
السَّادِسَةُ : قَوْلُهُ تَعَالَى : إِلَى حِينٍ اخْتَلَفَ الْمُتَأَوِّلُونَ فِي الْحِينِ عَلَى أَقْوَالٍ ، فَقَالَتْ فِرْقَةٌ : إِلَى الْمَوْتِ ؛ وَهَذَا قَوْلُ مَنْ يَقُولُ : الْمُسْتَقَرُّ هُوَ الْمُقَامُ فِي الدُّنْيَا وَقِيلَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ ، وَهَذَا قَوْلُ مَنْ يَقُولُ : الْمُسْتَقَرُّ هُوَ الْقُبُورُ وَقَالَ الرَّبِيعُ إِلَى حِينٍ إِلَى أَجَلٍ . وَالْحِينُ الْوَقْتُ الْبَعِيدُ فَحِينَئِذٍ تَبْعِيدٌ مِنْ قَوْلِكَ الْآنَ قَالَ خُوَيْلِدٌ :
كَابِي الرَّمَادِ عَظِيمُ الْقِدْرِ جَفْنَتُهُ حِينَ الشِّتَاءِ كَحَوْضِ الْمَنْهَلِ اللَّقِفِ لَقِفَ الْحَوْضُ لَقْفًا ، أَيْ تَهَوَّرَ مِنْ أَسْفَلِهِ وَاتَّسَعَ . وَرُبَّمَا أَدْخَلُوا عَلَيْهِ التَّاءَ قَالَ أَبُو وَجْزَةَ : الْعَاطِفُونَ تَحِينُ مَا مِنْ عَاطِفٍ وَالْمُطْعِمُونَ زَمَانَ أَيْنَ الْمُطْعِمُ وَالْحُيْنُ أَيْضًا : الْمُدَّةُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى : هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ وَالْحِينُ السَّاعَةُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ قَالَ ابْنُ عَرَفَةَ الْحِينُ الْقِطْعَةُ مِنَ الدَّهْرِ كَالسَّاعَةِ فَمَا فَوْقَهَا وَقَوْلُهُ فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ أَيْ حَتَّى تَفْنَى آجَالُهُمْ وَقَوْلُهُ تَعَالَى تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ أَيْ كُلَّ سَنَةٍ ، وَقِيلَ : بَلْ كُلَّ سِتَّةِ أَشْهُرٍ ، وَقِيلَ : بَلْ غُدْوَةً وَعَشِيًّا ، قَالَ الْأَزْهَرِيُّ الْحِينُ اسْمٌ كَالْوَقْتِ يَصْلُحُ لِجَمِيعِ الْأَزْمَانِ كُلِّهَا طَالَتْ أَوْ قَصُرَتْ وَالْمَعْنَى أَنَّهُ يُنْتَفَعُ بِهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ وَلَا يَنْقَطِعُ نَفْعُهَا الْبَتَّةَ قَالَ وَالْحِينُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَالْحِينُ الْغُدْوَةُ وَالْعَشِيَّةُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ وَيُقَالُ عَامَلْتُهُ مُحَايَنَةً مِنَ الْحِينِ وَأَحْيَنْتُ بِالْمَكَانِ إِذَا أَقَمْتُ بِهِ حِينًا . وَحَانَ حِينَ كَذَا أَيْ قَرُبَ ، قَالَتْ بُثَيْنَةُ : وَإِنَّ سُلُوِّيَ عَنْ جَمِيلٍ لَسَاعَةٌ مِنَ الدَّهْرِ مَا حَانَتْ وَلَا حَانَ حِينُهَا يتبع.. |
|
06 Jul 2013, 10:35 PM | #17 |
مراقب قروب أنوار العلم جزاه الله خيرا
|
رد: بداية العداوة في الأرض .
السَّابِعَةُ : لَمَّا اخْتَلَفَ أَهْلُ اللِّسَانِ فِي الْحِينِ اخْتَلَفَ فِيهِ أَيْضًا عُلَمَاؤُنَا وَغَيْرُهُمْ فَقَالَ الْفَرَّاءُ الْحِينُ حِينَانِ حِينٌ لَا يُوقَفُ عَلَى حَدِّهِ وَالْحِينُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا سِتَّةِ أَشْهُرٍ قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ الْحِينُ الْمَجْهُولُ لَا يَتَعَلَّقُ بِهِ حُكْمٌ وَالْحِينُ الْمَعْلُومُ هُوَ الَّذِي تَتَعَلَّقُ بِهِ الْأَحْكَامُ وَيَرْتَبِطُ بِهِ التَّكْلِيفُ ، وَأَكْثَرُ الْمَعْلُومِ سَنَةٌ ، وَمَالِكٌ يَرَى فِي الْأَحْكَامِ وَالْأَيْمَانِ أَعَمَّ الْأَسْمَاءِ وَالْأَزْمِنَةِ وَالشَّافِعِيُّ يَرَى الْأَقَلَّ وَأَبُو حَنِيفَةَ تَوَسَّطَ فَقَالَ سِتَّةُ أَشْهُرٍ وَلَا مَعْنَى لِقَوْلِهِ لِأَنَّ الْمَقْدُورَاتِ عِنْدَهُ لَا تَثْبُتُ قِيَاسًا وَلَيْسَ فِيهِ نَصٌّ عَنْ صَاحِبِ الشَّرِيعَةِ وَإِنَّمَا الْمُعَوَّلُ عَلَى الْمَعْنَى بَعْدَ مَعْرِفَةِ مُقْتَضَى اللَّفْظِ لُغَةً فَمَنْ نَذَرَ أَنْ يُصَلِّيَ حِينًا فَيُحْمَلُ عَلَى رَكْعَةٍ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ لِأَنَّهُ أَقَلُّ النَّافِلَةِ قِيَاسًا عَلَى رَكْعَةِ الْوِتْرِ وَقَالَ مَالِكٌ وَأَصْحَابُهُ أَقَلُّ النَّافِلَةِ رَكْعَتَانِ فَيُقَدَّرُ الزَّمَانُ بِقَدْرِ الْفِعْلِ وَذَكَرَ ابْنُ خُوَيْزِ مَنْدَادُ فِي أَحْكَامِهِ أَنَّ مَنْ حَلَفَ أَلَّا يُكَلِّمَ فُلَانًا حِينًا أَوْ لَا يَفْعَلَ كَذَا حِينًا أَنَّ الْحِينَ سَنَةٌ قَالَ وَاتَّفَقُوا فِي الْأَحْكَامِ أَنَّ مَنْ حَلَفَ أَلَّا يَفْعَلَ كَذَا حِينًا أَوْ لَا يُكَلِّمَ فُلَانًا حِينًا أَنَّ الزِّيَادَةَ عَلَى سَنَةٍ لَمْ تَدْخُلْ فِي يَمِينِهِ .
قُلْتُ : هَذَا الِاتِّفَاقُ إِنَّمَا هُوَ فِي الْمَذْهَبِ قَالَ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللَّهُ مَنْ حَلَفَ أَلَّا يَفْعَلَ شَيْئًا إِلَى حِينٍ أَوْ زَمَانٍ أَوْ دَهْرٍ ، فَذَلِكَ كُلُّهُ سَنَةٌ . وَقَالَ عَنْهُ ابْنُ وَهْبٍ : إِنَّهُ شَكَّ فِي الدَّهْرِ أَنْ يَكُونَ سَنَةً وَحَكَى ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْ يَعْقُوبَ وَابْنِ الْحَسَنِ أَنَّ الدَّهْرَ سِتَّةُ أَشْهُرٍ وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَصْحَابِ الرَّأْيِ وَعِكْرِمَةَ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَامِرٍ الشَّعْبِيِّ وَعُبَيْدَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا أَنَّهُ سِتَّةُ أَشْهُرٍ وَقَالَ الْأَوْزَاعِيُّ وَأَبُو عُبَيْدٍ الْحِينُ سِتَّةُ أَشْهُرٍ وَلَيْسَ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ فِي الْحِينِ وَقْتٌ مَعْلُومٌ وَلَا لِلْحِينِ غَايَةٌ قَدْ يَكُونُ الْحِينُ عِنْدَهُ مُدَّةَ الدُّنْيَا وَقَالَ : لَا نُحَنِّثُهُ أَبَدًا ، وَالْوَرَعُ أَنْ يَقْضِيَهُ قَبْلَ انْقِضَاءِ يَوْمٍ وَقَالَ أَبُو ثَوْرٍ وَغَيْرُهُ : الْحِينُ وَالزَّمَانُ عَلَى مَا تَحْتَمِلُهُ اللُّغَةُ يُقَالُ : قَدْ جِئْتَ مِنْ حِينٍ وَلَعَلَّهُ لَمْ يَجِئْ مِنْ نِصْفِ يَوْمٍ قَالَ إِلْكِيَا الطَّبَرِيُّ الشَّافِعِيُّ وَبِالْجُمْلَةِ الْحِينُ لَهُ مَصَارِفُ وَلَمْ يَرَ الشَّافِعِيُّ تَعْيِينَ مَحْمَلٍ مِنْ هَذِهِ الْمَحَامِلِ لِأَنَّهُ مُجْمَلٌ لَمْ يُوضَعْ فِي اللُّغَةِ لِمَعْنًى مُعَيَّنٍ ، وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى إِلَى حِينٍ فَائِدَةُ بِشَارَةٍ إِلَى آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِيَعْلَمَ أَنَّهُ غَيْرُ بَاقٍ فِيهَا وَمُنْتَقِلٌ إِلَى الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ بِالرُّجُوعِ إِلَيْهَا وَهِيَ لِغَيْرِ آدَمَ دَالَّةٌ عَلَى الْمَعَادِ فَحَسْبُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ |
|
07 Jul 2013, 03:39 AM | #18 |
وسام الشرف - مشرفة قروب - أخوات البحث العلمي - جزاها الله تعالى خيرا
** أم عمـــر **
|
رد: بداية العداوة في الأرض .
|
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: 🌱 اجعل نفسك دائماً في تفاؤل والذي يريده الله سيكون وكن مسروراً فرحاً واسع الصدر ،، فالدنيا أمامك واسعة والطريق مفتوح ✨ فهذا هو الخير ،،، 📚 شرح رياض الصالحين - ج4 ص87 🦋🍃 |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|