عرض مشاركة واحدة
قديم 19 Feb 2013, 08:47 PM   #2
مسلم
جزاه الله خيرا


الصورة الرمزية مسلم
مسلم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 11240
 تاريخ التسجيل :  Sep 2011
 أخر زيارة : 24 Aug 2013 (06:28 AM)
 المشاركات : 29 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
رد: تعطير الأنام في تعبير المنام



مقدمة

[ ص 3 ] - قال اللّه تعالى : ) لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ( . قال بعض المفسرين : يعني الرؤيا الصالحة يراها الإنسان أو ترى له في الدنيا وفي الآخرة رؤية اللّه تعالى . وقال عليه الصلاة والسلام : ' من لم يؤمن بالرؤيا الصالحة لم يؤمن باللّه ولا باليوم الآخر ' وقالت عائشة رضي اللّه عنها : أول ما بدئ به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح وروي عنه عليه السلامأنه قال لأبي بكر الصديق رضي اللّه عنه : ' يا أبا بكر رأيت كأني أنا وأنت نرقى في درجة فسبقتك بمرقاتين ' . فقال يا رسول اللّه يقبضك اللّه تعالى إلى رحمته وأعيش بعدك سنتين ونصفاً وروي أنه عليه السلام قال له : ' رأيت كأنما تبعني غنم سود وتبعتها غنم بيض ' فقال أبو بكر رضي اللّه عنه تتبعك العرب وتتبع العرب العجم وقد منّ اللّه تعالى على يوسف عليه السلام بعلم الرؤيا فقال تعالى : ) وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ( . وقال : ) رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث ( . يعني به علم الرؤيا وهو العلم الأول منذ ابتداء العالم لم يزل عليه الأنبياء والرسل صلوات اللّه عليهم يأخذون به ويعملون عليه حتى كان نبوأتهم بالرؤيا وحي من اللّه عز وجل إليهم في المنام ، وما كان قبل النبي صلى اللّه عليه وسلم من علوم الأوائل أشرف من علم الرؤيا وقد قال بإبطال الرؤيا قوم ملحدين يقولون إن النائم يرى في منامه ما يغلب عليه من الطبائع الأربعة فإن غلبت عليه السوداء رأى الأحداث والسواد والأهوال والأفزاع وإن غلبت عليه الصفراء رأى النار والمصابيح والدم والمعصفرات وإن غلبت عليه البلغم رأى البيض والمياه والأنهار والأمواج وإنغلب عليه الدم رأى الشراب والرياحين والمعازف والمزامير وهذا الذي قالوه من أنواع الرؤيا وليست الرؤيا منحصرة فيه فإنا نعلم قطعاً أن منها ما يكون من غالب الطبائع كما ذكروا ومنها ما يكون من الشيطان ومنها ما يكون من حديث النفس وهذه أصح الأنواع الثلاثة وهي الأضغاث وإنما سميت أضغاثاً لاختلاطها فشبهت بأضغاث النبات وهي الحزمة مما يأخذ الإنسان من الأرض فيها الصغير والكبير والأحمر والأخضر واليابس والرطب ولذلك قال اللّه تعالى : ) وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث ( . وقال بعضهم : الرؤيا ثلاثة : رؤيا بشرى من اللّه تعالى وهي الرؤيا الصالحة التي وردت في الحديث ورؤيا تحذير من الشيطان ورؤيا مما يحدث به المرء نفسه فرؤيا تحذير الشيطان هي الباطلة التي لا اعتبار لها [ ص 4 ] وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أتاه رجل فقال : يا رسول اللّه رأيت كأن رأسي قطع وأنا أتبعه فقال : لا تتحدث بتلاعب الشيطان بك في المنام وأما الرؤيا التي من همة النفس فمثل أن يرى الإنسان مع من يحب قلبه أو يخاف من شيء فيراه أو يكون جائعاً فيرى أنه يأكل أو ممتلئاً فيرى أنه يتقايأ أو ينام في الشمس ويرى أنه في نار يحترق أو في أعضائه وجع ويرى أنه يعذب والرؤيا الباطلة سبعة أقسام : - الأول حديث النفس والهم والتمني والأضغاث - والثاني الحلم الذي يوجب الغسل لا تفسير له - والثالث تحذير من الشيطان وتخويف وتهويل ولا تضره - والرابع ما يريه سحرة الجن والإنس فيتكلفون منها مثل ما يتكلفه الشيطان - والخامس الباطلة التي يريها الشيطان ولا تعد من الرؤيا - والسادس رؤيا تريها الطبائع إذا اختلفت وتكدرت - والسابع الوجع وهو أن يرى صاحبها في زمن هو فيه وقد مضت منه عشرون سنة وأصح الرؤيا البشرى وإذا كان السكون والدعة واللباس الفاخر والأغذية الشهية الشافية صححت الرؤيا وقلت الأضغاث .
من كتاب : تعطير الأنام في تعبير المنام : اسم المؤلف عبدالغني النابلسي ـ دار النشر : دار الفكر ـ بيروت



 

رد مع اقتباس