عرض مشاركة واحدة
قديم 05 Mar 2013, 12:46 PM   #5
مسلم
جزاه الله خيرا


الصورة الرمزية مسلم
مسلم غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم باحث : 11240
 تاريخ التسجيل :  Sep 2011
 أخر زيارة : 24 Aug 2013 (06:28 AM)
 المشاركات : 29 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
رد: تعطير الأنام في تعبير المنام



[ ص 7 ] أحذق منه لأن فرعون يوسف لما قص رؤياه على معبري بلده فقالوا أضغاث أحلام لم تبطل رؤياه وسأل عنها يوسف عليه السلام فعبرها له فخرجت وإذا اشتبهت الرؤيا على المعبر ولم يعرف لها تأويلاً فليأمر صاحبها إذا خرج من بيته يوم السبت أول النهار أن يسأل أي شخص يلقاه عن اسمه فإن كان اسمه حسناً كأسماء الأنبياء والصالحين فالرؤيا حسنة وإن كان غير ذلك فالرؤيا غير حسنة ويحترز من الكذب فيها فقد روي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال : ' من كذب في الرؤيا كلف يوم القيامة عقد شعيرتين ومن كذب على عينيه لا يجد رائحة الجنة وإن أعظم الفرية أن يفتري الرجل على عينيه ، يقول رأيت ولم ير شيئاً ' وقال بعضهم إن الكاذب في رؤيا مدعي النبوة كاذباً لأنه ورد في الحديث كما قدمناه أن الرؤيا جزءاً من أجزاء النبوة ومدعي للجزء كمدعي الكل ( وقال بعض العلماء ) ينبغي أن يعبر الرؤيا المسئول عنها على مقادير الناس ومراتبهم ومذاهبهم وأديانهموأوقاتهم وبلدانهم وأزمنتهم وفصول سنتهم والتعبير يكون بالمعنى وباشتقاق الأسماء والميت في دار حق فما قاله في المنام حق وكذلك الطفل الذي لا يعرف الكذب وكذلك الدواب وسائر الحيوانات والطيور إذا تكلمت في المنام فقولها حق وكلام الكذب في اليقظة كالمنجم والكاهن فكذلك قوله في المنام كذب وكلام ما لم يتكلم كالجمادات آية وأعجوبة وقد يقع التعبير بالمثل السائر واللفظ المبتذل ، كقولهم في الصائغ إنه رجل كذوب ، لما جرى على ألسنه الناس من قولهم فلان يصوغ الأحاديث ، وكقولهم فيمن يرى أن في يديه طولاً أنه يصطنع المعروف لما جرى على ألسنة الناس من قولهم هو أطول يداً منك وأمد باعاً أي أكثر عطاء وقد يكون التأويل بالضد والمقلوب ، كقولهم في البكاء إنه فرح ، وفي الضحك إنه حزن ، وفي الطاعون إنه حرب ، وفي الحرب أنه طاعون ، وفي السيل أنه عدو ، وفي العدو أنه سيل ، وفي أكل التين إنه ندامة ، وفي الندامة أنها أكل التين ، وفي الجراد أنه جند ، وفي الجند أنه جراد ( وأولى ما يكون التعبير ) بالقرآن والسنة إن وجد المعبر فيهما شاهد للرؤيا ، كمن يرى نفسه في السفينة فالسفينة نجاة من الخوف قال تعالى : ) فأنجيناه وأصحاب السفينة ( ، وكمن يرى في منامه أنه وقع في بئر فإنه يمكر به لقوله عليه السلام ' بئر جبار ' وقد يكون التعبير بالشعر كمن يرى غنماً ترعى فأتى الذئب عليها ففرقها وقتل بعضها فإن ذلك يدل على أن سلطان تلك الناحية يضع رعيته حتى يتولى أمرهم عدوه لقول بعض الشعراء : ومن رعى غنما في أرض مأسدة ونام عنها تولى رعيها الأسد .
من كتاب : تعطير الأنام في تعبير المنام : اسم المؤلف عبدالغني النابلسي ـ دار النشر : دار الفكر ـ بيروت



 

رد مع اقتباس