الثقافة الإسلامية ادخل وستستفيد

بسم الله الرحمن الرحيم



(( علم الثقافــة ))






مقدمة:..






أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأن محمداً عبده ورسوله شهادة تنحني من أحوال يوم القيامة, ومن عذاب النار وتدنيني من رحمة الله ورضوانه وتدخلني جنة النعيم مع المقرّبين الأخيار.. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد بن عبد الله, وعلى آله وصحبه.






وبعد:..






إن للثقافة الإسلامية دوراً عظيماً ذو أهمية, بالغ الأثر في تحديد معالم الشخصية الإسلامية لدى الفرد والمجتمع تلك الشخصية التي تتسم بسمات القوة والهيبة والمجد والكرامة والاتزان والإيجابية, وتؤهل المسلم لأن يقوم بدوره في تشييد بناء الحضارة الإنسانية, وتعيينه على الإسهام في النهضة العلمية والتقنية.



ذلك لأن مهمة المسلم في الإصلاح والتهذيب والتربية والتعليم لجعله في مقام العبادة والإمامة والقيادة والريادة لسائر أمم العالم وشعوب الأرض, وتحمله أمانة السماء إلى الأرض, ورسالة الله إلى البشرية..



فالثقافة الإسلامية قادرة على إيجاد حياة جماعية تسودها قيم السماء, تلك القيم التي ترفع من شأن الإنسان وتعلي قدره وتجعله بحق خليفة الله تبارك وتعالى على وجه هذه البسيطه ينفذ شريعته ويطبق منهجه, فلا يظلم ولا يطغى, ولا يبغي ولا يتعسف..



هو إنسان يشارك أخاه الإنسان في أصل الخلقه, وليس له أن يستعلي على غيره, أو أن يعتدي على أحد أو أن يسلب الآخرين حقوقهم في الحرية والعمل والعلم..



وهكذا فإن الناس في قيم الإسلام وموازينه أبناء علاّت, كلهم لآدم وآدم من تراب,,



والثقافه الإسلامية توثق الصلة بين الحاضر والماضي, فالماضي مجيد مشرق نهض به رجال آمنوا بالله رباً وبمحمد نبياً, فبذلوا الغالي والنفيس لتكون كلمة الله هي العليا, ولم يخرج أحدهم من داره وبيته وبلده ليجوب أقصى الشمال أو أقصى المغرب والمشرق من أجل مكسب مادي أو منصب دنيوي ولو كانت المكاسب المادّيه الدنيوية غاية واحد منهم لخرجوا من جزيرتهم محاربين قبل الإسلام, وقد عرفوا بالقوة والميل إلى الحرب والعنف والشدة, ولكن جهاد السلف الصالح, لم يكن ابتغاء مغنم أو لغرض دنيوي, وإنما كان من أجل إعلاء كلمة الحق ولينالوا إحدى الحسنيين إما الشهادة وإما النصر..


















* معنى الثقافة الإسلامية في اللغة:..






كلمة ثقافة كشتقة من (( ثقف )) والثقف هو إقامة درء الشيء وتستعمل في معانٍ كثيرة



مثل:.. الحذق , الفطنة , الفهم والظفر , الإدراك , سرعة الأخد ..



ولكنها أيضا تستعمل في معانٍ أوسع قريبة من مصطلح الثقافة المعاصر لعلها أصل له:



تطلق على: .. (( إدراك العلم وسعة المعرفة والإلمام بما يحتاج إليه منهما مع ضبطه ))






* الثقافة اصطلاحــاً:..






وهي معانٍ ذات صلة وارتباط واضحين بالمدلول الشائع للثقافة, فإدراك قدر كافٍ من فروع العلم والإلمام بعدد من المهارات التي يحتاجها الإنسان في مواقف الحياة يؤهله بأنه يوصف على طريق الاقتصاد بأنه ثقف بمعنى ثقف لكن ماذا عن استعمال كلمة (( ثقافة )) مصطلحاً بعد نشأ العلوم الإسلامية وظهور الأسماء الإصلاحية, إنه لايكاد يجد المتتبع ما يدل على أن هذه الكلمة استعملت قبل العصر الحديث مصطلحاً أو إسماً يدل على علم بعينه..






*من التعريفات الاصطلاحية المتصفة بالعموم:..






*تعريف تايلور:.. أنها الكل المركب الذي يشمل المعرفة والعقائد والفن والأخلاق والقانون والمعرف وكل القدرات والعادات الأخرى التي يكتسبها الإنسان وهو عضو في المجتمع .






*تعريف بعض المفكرين المسلمين:.. التراث الخضاري والفكري في جميع جوانبه النظرية والعملية الذي تمتاز به أمة, وينسب إليها ويتلقاه الفرد من ميلاده حتى وفاته .









* (( هذا الحوار دار حول الثقافة الإسلامية ومصادرها بقلم الدكتور الحبر يوسف نور ))






س: عرّف الثقافة الإسلامية ؟؟ وما علاقتها بالأخلاق والسلوك ؟؟






ج: يجب تعريف الثقافة لأنها كلمة تقال ولا يعرف الناس لها تفسير والكلمة عربية من ثقف إذ قوّم والصلة بين الثقافة والأخلاق والسلوك الإنساني صلة وثيقة لا انفصام لها ثالمثقف هو الذي يتصرف تصرفاً مثقفاً مهذباً, لكن لا بد فيها من اللجوء إلى تجارب الإنسانية وهذه تحتاج لمقاييس ومعايير مالم تربط هذه المسألة بالوحي, فإن الإنسان يخبط خبطاً عشواء ويضيع لأن مسألة الأخلاق والسلوك العملي للإنسان لاتستطيع أن تفصلها عن منشىء الكون..



























س: ما هي خصائص الثقافة الإسلامية وما أهم مصادرها ؟؟






ج: الثقافة الإسلامية لها مصادرها ولها تاريخها ولها رجالها , فليس بالمثقف في نظر الإسلام من لا يعرف قرآنا ولا سنة ولا أقوال السلف مهما أدعى فهناك قدر معرفي لابد من توافره ليطلق على الإنسان أنه مثقف, ثم هذا القدر المعرفي مهما بلغ من مدى لا يبيح أن نطلق لفظ المثقف المسلم على إنسان مالم ترتبط بالسلوك المنضبط وكما قال الشاعر:..



(( وإن تقرأ علوم الأرض ألفا ** بلا عشق فما حصلت حرفاً ))






فلو حفظت القرآن وجدته ما أنت في النظر الإسلامي بحامل القرآن مالم تعمل به وتتخلق وتتمثل هذه القيم التي يدعو لها القرآن فالأمر ليس مجرد المعرفة النظرية لهذا نجد أن القرآن يربط ذلك الرابط الوثيق بين الإيمان والعمل ويبين أن البر ليس مجرد صور وأشكال لا تعلق لها بالقيم..



(( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ))






فمصادر الثقافة الإسلامية تتمثل في القرآن والسنة الصحيحة والمسلمين فيما بعد لفهم هذين المصدرين, ولهذا نجدهم يقولون بالإتباع لا الابتداع والتنفيذ لا بالافتراض بعد ذلك الاستفادة من كل تجربة نافعة وفكرة مع النصوص






س: ما أخطر أنواع الغزو وما هي حقيقته وخطورته وكيف نواجهه ؟؟






ج: أخطر أنواع الغزو هو الغزو الثقافي وهذه الأمة مهما نزلت بها من كوارث وأحاطت بخا من مصائب فإنها لن تسـتأصل وستكون هناك طائفة قلت أو كثرت ضعفت أو قويت على الحق ظاهرة لا يضرهم من خذلهم فهناك دعاة إلى الله ما زالوا يلتمسون الحق في كتاب الله عز وجل, وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم على مناهج قوية وطبعاً هنالك أعداء لذلك هنالك مجاهدة ومدافعة فالمهزومون نفسيا أمام الغرب والشرق سيحاولون جاهدين أن يصدوا عن سبيل الله ويبغونها عوجاً, ويلقون التهم على الصالحين والبرآء من الناس وهي اتهامات خاوية كالتخلف الفكري وأنهم ما نالوا حظاً من ثقافة ولا نصيباً من علم لاختلال المقاييس عندهم, ومن الناس من يحاولون أن يدلوا بمعاني المصطلحات كمصطلح التجديد وهو مصطلح شرعي, ففي الأمة مجددون وغرباء يصلحون ما أفسد الناس, لكن كلها مصطلحات تملأ بمضامين ومعانٍ تبعدها عن محتواها..






(( هذا موجز عن الحوار الذي دار مع الدكتور ))












*تعريف علم الثقافة الإسلامية:






تبيّن أن الثقافة بمعناها النوعي ذات خصوصية, فلكل أمة ثقافة تخصها, وهذه الخصوصية تعود إلى المحتوى المكون لهذه الثقافة, أو إلى المحاور التي يتناولها علم الثقافة بعد أن تحول هذا المصطلح إلى علم نتيجة اتجاه العصر إلى التحديد والتخصيص في دراسه المعارف وتصنيف المعلومات بحيث يكون لكل علم محتوى خاص به, ومحاور خاصة به,,



وعلم الثقافة الإسلامية على هذا الاعتبار علم جديد له موضوعاته التي تختلف عن الموضوعات التي تعنى بها العلوم الإسلامية الأخرى, ومنهجه الذي يميزه عن غيره من العلوم الأخرى وقد تعددت تعريفات هذا العلم منها:..



(( العلم بمنهاج الإسلام الشمولي في القيم والنظم والفكر ونقد التراث الإنساني فيها )),,






** هذا التعريف يعني أن الثقافة الإسلامية تعنى بدراسة منهاج الإسلام الذي ارتضاه الله تعالى لعباده اعتقاداً وعملاً من حيث كونه مترابطاً يعتني بالقيم والفكر وفحص ما خلفته البشرية من حضارة ومعرفة وتقويمه إيجاباً وسلباً, ومواجهة ما يخالف الإسلام منه..






إنــه:..



العلم الذي يرسم الصورة الحيّة للأمة الإسلامية التي تحدد ملامح شخصيتها وقوام وجودها وتضبط سيرها في الحياة وتجدد اتجاهها فيها..






إنــه:..



العلم الذي يبحث في مقومات الأمة الإسلامية بتفاعلها في الماضي والحاضر,,



هذا التعريف يقوم على أساس أن هذا العلم يعتني بدراسة حياة الأمة الإسلامية ومعالم شخصيتها وسمات نتاجها العلمي وآثارها الإنسانية..






* علاقة الثقافة بالدين والعلم والمدينة والحضارة:..



قد يكون من المفيد زيادة توضيح المقصود من الثقافة ومعرفة حدودها أنه ثقف على طبيعة العلاقة بين مصطلح الثقافة والمصطلحات الأخرى التي يرد استعمالها في معانٍ ذات صلة وثيقة بمعنى الثقافة وموضوعاتها وخصائصها والفروق بينها..






*من أبرز هذه المصطلحات:..



ا- علاقة الثقافة بالدين ب- علاق الثقافة بالعلم ج- علاقة الثقافة بالمدينة



د- علاقة الثقافة بالقيم الحسنة هـ- علاقة الثقافة بالحضارة












ا- علاقة الثقافة بالدين:..



هناك من يرى أن الدين وضع إلهي يرشد إلى الحق في الاعتقادات وإلى الخير في السلوك والمعاملات وهناك من ينتقد هذا التعريف ويرى أن الدين أعمم من أن يكون خاصاً بالدين السماوي حيث أنه يشمل كل الأديان ولا ريب أن التعريف الثاني أصح فقد ساهمت جميع الأديان في جميع المجتمعات في تشكيل ثقافتها, فهي ذات حضور مؤثر في بناء الثقافة لأي مجتمع مهما كان هذا الدين من الصحة أو البطلان وما من مجتمع إلا وقد تديّن فالتديّن فطرة خلق عليها الإنسان,,






ب- علاقة الثقافة بالقيم الحسنة:..



هي صفة عينية حسنة كاملة في طبيعة الأقوال والأفعال وتستعمل القيم في علم الأخلاق لقياس درجة الخير في الفعل فأي ثقافة لابد وأن تقوم على أساس من القيم الحسنة التي تسود مجتمعها,,






ج- علاقة الثقافة بالعلم:..



يطلق العلم على الصفة الراسخة التي يدرك بها الإنسان الكليات والجزئيات ويقصد به: (( مجموعة المعارف والحقائق التي توصل إليها الإنسان من خلال تفكيره وملاحظاته وتجاربه طوال فترة حياته )),,



أو هو (( حقائق ومعلومات تحصل لكل إنسان في كل بيئه لاتختلف باختلاف الاذواق )),,






د- علاقة الثقافة بالمدينة:..



هي في الاصطلاح على ارتباط وثيق بالمعنى اللغوي, لأنها أصبحت تطلق في الوقت الحاضر على مظاهر الحياة الإجتماعية المتمثلة في قيام المجتمعات السكنية والإنتاجية والترفيهية,,






هـ- علاقة الثقافة بالحضارة:..



لها عدة تعريفات منها على سبيل المثال..,,



(( جملة مظاهر الرقي العلمي والفني والأدبي والإجتماعي التي تنتقل من جيل إلى جيل في مجتمع أو مجتمعات متشابهة )),,



وأيضا(( المحصلة العليا للمكتسبات والإنجازات الإنسانية في كل الميادين ))..,,






** هذا بإختصار مايمكن كتابته عن علم الثقافة الإسلامية **



** ثقافــة إسلاميــة **
موضوع أعجبني فنقلته لكم للإفادة

الحمدلله أهل الحمدومستحقه حمدا يفضل على كل حمد كفضل الله على خلقه
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وجميع صحبه
شكرا لك أخني الفاضلة
وبارك الله فيك
على هذا الموضوع القيم
وجعل أجره في ميزان حسناتك
ودمت ودام عطائك
وننتظر المزيد من الآراء والمشاركات
وجزاك الله عن الجميع خير الجزاء
وكل عام وأنتم بخير

أولا الحمد لله على نعمة الإسلام وعلى وجود منبر من منابره للمشاركات الهادفة
ونحمده على خلق آذان صاغية
ثانيا وأخيرا جزاك الله خيرا أخ أبوفهد لمرورك
وكل عام وأنتم والمسلمون بألف خير أختكم نورالهدى

جزاك الله خير الجزاء يا نور الهدى

على كل ما تقدميه لنا من مفيد

جزاك الله خيرا أخ أبو الطيب لمرورك
وكل عام وأنتم والمسلمون بألف خير أختكم نورالهدى

الحمدلله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد وآله وصحبه ومن ولاه
دمت ودام عطائك
أختي الفاضلة
وجزاك الله عن الجميع خير الجزاء

السلام عيكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا أخواني للمرور